عن اي دولة ونظام تتحدتوا
يمن تريبيون24فبراير2023م
[ : *"دولة عفاش"* ... و *"المزاميز الرخيصة"*
*(علي صالح وفترة حكمه في الميزان)*
خالد الرويشان
مضت سنوات منذ مصرع أفشل رئيس حكم اليمن بعد ثورة سبتمبر الخالدة ...
التجاذبات و المراشقات التي اراها على صفحات الفيسبوك حول هل يجوز الترحم عليه أم لعنه ، وفق نظري هي سطحية و غوغائية إن كانت ترتكز على شخصه دون مرحلته ..
للعقل و المنطق و الضمير حسم مسألة كهذه و بكل بساطة على مقياس الدولة التي صنعها ..
يذهب العظماء بما صنعوه من منجزات يذكرها التاريخ، بينما ذهب الرجل بفشله و ما خلفه من فوضى صنعتها رقصاته على رؤوس الثعابين خلال حكمه ...
أن ترى شاباً يمجدهُ و يترحم عليه فيما هو قد ترك وطنه و أهله للبحث عن لقمة العيش و تحت وصاية و ضغوطات الدولة التي يقطنها أمر مثير للسخرية والشماتة أكثر من التعجب حيث وانه نسى سبب ما هو فيه ؟!
أن ترى شاباً يمجده لم يتعلم في حياته و أضاع عمره بالشقاء و المعاناة هو أمرٌ مثير للشفقة و ليس الضحك فحسب !!
الطبيعي هو أن الاوفياء له ممن سقطت مصالحهم مع سقوطه هم من يحق لهم تمجيده و النياح و تذكر أيام فسادهم في عهده ..
و الغير طبيعي هو أن من يعانون من سياساته الفاشلة بالمثل كذلك يمجدونه ...!
صنع عفاش خلال حكمه منظومة فاشلة من التعصبات و تم تجميلها بالاحزاب والجماعات التي فصلها وفق منظوره و مكره لغرض إظهار التعددية أمام العالم الحر و دول الغرب، ليكون صنيعه السيء ذلك في نهاية الأمر سبب هلاكه ..
بدأ الرجل حكمه بتحالفه مع تيارات قبلية و دينية و كذلك ختمه، و هي من انقلبت عليه في نهاية المطاف واطاحت به ..
كل اللاعبين اليوم على جراح هذا الوطن هم صناعته و صناعة فشله ، اتفقوا أو أختلفوا ، كانوا على حق أو باطل ..
جميعهم تلاميذ مكره و منافقوه و صامتين لعقود عن فشله ، هذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل بالتاريخ ..
تربوا على ذات نهجه و إن أختلفت الرؤى والسياسات في مراحل متأخرة و فقاً لمصالحهم ..
معظمهم باعوا واشتروا و تاجروا بالوطن و المواطن بشيكات مدفوعة وسيارات فارهة كان يتم إلجامهم بها من مكتب الرئاسة حينها ..
عن أي عصر و عهد و دولة يتحدث صغار العقول من شباب ومراهقي اليوم ...
عن دولة فاشلة صنعها الرجل أشبه ببلاعة كانت ممتلئة لتنفجر مكوناتها و تظهر للعلن ما كانت تخبئه فيها خلال حكمه ...
مقارنة سامجة و مهترئة حول الحال خلال حكمه و الحال اليوم ، فما وصل اليه الحال اليوم لم يكن لو انه صنع دولة بالمعنى الحقيقي للدولة ...
لا غبار أن الحال اليوم أسوأ، لكنها ضريبة الصمت لمرحلة فساد سابقة وطويلة كانت تديرها أيدي الرجل المتسخة ، و من الطبيعي أن يصاحب مرحلة التطهير لما بعده الكثير من الألم ..
حماقة الظن بعصر ذهبي يلوح أفقه فور رحيل الرجل ، منظومة الفساد التي صنعها لا زال جزء كبير منها يتحكم بالمشهد اليوم ، و زوالها حتما قد يمتد سنوات لتجذرها في المجتمع و تقنعها بوجوه كثيرة ...
عن أي دولة و منجزات يتحدث البعض حين يتم مقارنتها بدول اخرى نهضت و سبقتنا منذ أعوام ، هل كان شرطاً أن يواصل الرجل مشواره بعقلية الإمام أحمد كي نلعنه ونحكم بفشل دولته بالمُطلق !!
دولة تحكمها الأُسر و القبيلة و تُدار بالتلفون ليست دولة ناجحة ...
دولة يظل صانعو القرار فيها يتقاضون رواتب لعقود طويلة من دولة مجاورة على مرأى و مسمع منها ليست دولة ناجحة ..
دولة قدمت التنازلات عن أراضيها لدولة مجاورة مقابل مصالح جهوية و ارصدة رخيصة لشخوص محدودين ليست دولة ناجحة ...
دولة يسافر عشرات الآلاف منها للخارج و منذ اربعين عاماً لغرض العلاج ليست دولة ناجحة ...
دولة تُعد من أكبر الدول التي يموت سكانها بالامراض والسرطان ليست دولة ناجحة ...
دولة في باطن ارضها و على سفوحها ثروة مهولة أضف إلى ثروتها البشرية فيما سكانها يعانون الفقر و معدل نموها الاقتصادي( للخلف سر ) ليست دولة ناجحة ...
دولة تُفرّخ الجماعات و التنظيمات الارهابية لتجعل من مواطنها مشبوها وذليلاً في كل مطارات العالم ليست دولة ناجحة ..
دولة جعلت مواطنها ارخص و افقر و أجوع و أمرض مواطن في العالم ليست دولة ناجحة ..
دولة يتحالف فيها رجل حكمها تحت ظل الجمهورية لثلث قرن مع أعداء الجمهورية ليست دولة ناجحة ...
دولة تقتات على الازمات و تلعب بالبيضة والحجر وفق اهوائها و مصالحها الشخصية ليست دولة ناجحة ..
دولة تبخر فيها جيشا صنعه ماكر ولئيم و رباه على حساب شعبه، و دفع بعرق شعبه بما اشتراه من سلاح ليست دولة ناجحة ...
هي بكل بساطة عصابة منظمة كانت ترتدي قناع الدولة يديرها شخص جاهل غير ذكي، لكنه ماكر، و المكر ليس كالذكاء !!!
النظر للنقطة البيضاء في صفحته السوداء و اعتبارها منجز شيء من البلاهة والنفاق و مقامرة غبية !!
أخيراً أنت كمواطن حُر يعي معنى الوطنية بدافع المنطق لا العاطفة :
عار أن تُمجد رجلا دفع بجنوده لقتل وقنص طفل و امرأة من أبناء وطنك و مدينتك و جلدتك ، كجانب إنساني و أخلاقي. لا تكن أنانياً و احترم مشاعر ضحاياه قبل كل شيء ...
عارٌ و أنت بعيد عن وطنك و ترى كيف العالم يعيش و أين أصبحوا ثم تُمجد رجلا أحالت سياسته الفاشلة و دولته العائلية وطنك إلى ساحة حرب و دمار ...
عار أن تظل مزماراً رخيصاً لحقبة فشل مضت، و تتهرب من صناعة حقبة قادمة ولو بالكلمة و تطعنها بالفشل !!
عار أن تمحو خطايا و ذنوب ثُلث قرن من الفشل و تقرف من خطايا بضعة أعوام مشغولة في محو آثاره .!!
كونوا للوطن قبل الأشخاص و الأحزاب ، يكن الوطن لكم ...
*تصحيح المسار*
[١١/٢ ٦:٢٤ م] محمد شنيف: اذا كان مقال لخالد فيجب أن يعتذر لاني اعرف من أخذه للقمه ، عموما كل من حكم اليمن له ماله وعليه ماعليه والتاريخ هو الحكم ..
تعليقات
إرسال تعليق